كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



1221- الحديث الثاني:
عَن مَسْرُوق قال دخلت عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ فَقالت لِلْجَارِيَةِ اسْقِهِ عسلا فَقلت إِنِّي صَائِم فَقالت قد نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن صَوْم هَذَا الْيَوْم وَفِيه نزلت {يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله}.
قلت غَرِيب وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن حَمَّاد ثَنَا عَبَّاس بن يزِيد ثَنَا بن مهْدي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن مَالك بن حمرَة عَن مَسْرُوق قال دخلت عَلَى عَائِشَة فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ أَنه يَوْم عَرَفَة... الحديث انْتَهَى ذكره فِي بَاب حَمْزَة وَحُمرَة وَقال مَالك بن حمرَة هَذَا بِالْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ أَبُو عَطِيَّة الْهَمدَانِي رَوَى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق وَمُحَمّد ابْن سِيرِين انْتَهَى وَلم يذكرهُ بِجرح وَلَا تَعْدِيل.
وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد.
1222- الحديث الثالث:
عَن الْحسن أَن نَاسا ذَبَحُوا يَوْم الْأَضْحَى قبل الصَّلَاة فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر.
وَعنهُ لما اسْتَقر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ أَتَتْهُ الْوُفُود من الْآفَاق وَأَكْثرُوا عَلَيْهِ الْمسَائِل فنهوا أَن يبتدئوه بِالْمَسْأَلَة حَتَّى يكون هُوَ الْمُبْتَدِي.
قلت:
الأول رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن الْحسن فِي قوله تعالى {يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} قال هم قوم ذَبَحُوا قبل أَن يُصَلِّي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا الذّبْح.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة فِي قوله تعالى {يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} قال ذكر لنا أَن نَاسا كَانُوا يَقولونَ لَو أنزل كَذَا لَو صنع كَذَا لَو قيل كَذَا قال وَقال الْحسن هم أنَاس من الْمُسلمين ذَبَحُوا قبل صَلَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَمرهمْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر انْتَهَى وَالثَّانِي غَرِيب.
1223- الحديث الرّابع:
عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بالْقول} قال أَبُو بكر يَا رَسُول الله وَالله لَا أُكَلِّمك إِلَّا السرَار أَو أَخا السرَار حَتَّى ألْقَى الله.
وَعَن عمر أَنه كَانَ يكلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَأَخِي السرَار وَلَا يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ وَكَانَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِذا قدم عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَفد أرسل إِلَيْهِم من يعلمهُمْ كَيفَ يسلمُونَ وَيَأْمُرهُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت:
الأول غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت هَذِه الْآيَة. إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قال كَأَخِي السرَار وَلم يصل سَنَده بِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حديث أبي هُرَيْرَة قال لما نزلت {إِن الَّذين يَغُضُّونَ أَصْوَاتهم عِنْد رَسُول الله} قال أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب يَا رَسُول الله لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى وَقال حديث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انتهى.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حديث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انتهى.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ» انتهى.
قال ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حديث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقال حديث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انتهى.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حديث طَارق بن شهَاب عَن أبي بكر قال لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قلت يَا رَسُول الله آلَيْت أَن لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله انتهى.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حديث حُصَيْن بن عمر عَن مُخَارق عَن طَارق بِهِ قال وحصين حدث بِأَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط.
وَحديث عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن ابْن أبي مليكَة قال قال ابْن الزُّبَيْر لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي كَانَ عمر بعد ذَلِك إِذا حدث النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَدثهُ كَأَخِي السرَار لم يسمعهُ حَتَّى فِي الْكتاب يَسْتَفْهِمهُ مُخْتَصر.
وَحديث أبي بكر غَرِيب.
1224- الحديث الخامس:
أَنه قال للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لما انهزم النَّاس يَوْم أحد «اُصْرُخْ بِالنَّاسِ».
وَكَانَ الْعَبَّاس أَجْهَر النَّاس صَوتا.
وَرُوِيَ أَن غَارة أَتَتْهُم يَوْمًا فصاح الْعَبَّاس يَا صَبَاحَاه فَأسْقطت الْحَوَامِل لشدَّة صَوته.
وَزَعَمت الروَاة أَنه كَانَ يزْجر السبَاع عَن الْغنم فَيفْتق مرَارَة السَّبع فِي جَوْفه.
1225- الحديث السادس:
عَن ابْن عَبَّاس فِي قوله تعالى {يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي} قال نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ فِي أُذُنه وقر وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَكَانَ إِذا تكلم رفع صَوته وَكَانَ يكلم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَيَتَأَذَّى بِصَوْتِهِ.
1226- الحديث السابع:
وَعَن أنس قال لما نزلت فقد ثَابت فَفَقدهُ رَسُول الله فَأخْبر بِشَأْنِهِ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقال يَا رَسُول الله لقد أنزلت هَذِه الْآيَة وَأَنا رجل جهير الصَّوْت فَأَخَاف أَن يكون حَبط عَمَلي فَقال لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لست هُنَاكَ إِنَّك تعيش بِخَير وَتَمُوت بِخَير وَإنَّك من أهل الْجنَّة».
قلت أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي فَضَائِل النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حديث أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم افْتقدَ ثَابت بن قيس فَقال رجل يَا رَسُول الله أَنا أعلم لَك علمه فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسا فِي بَيته مُنَكسًا رَأسه فَقال لَهُ مَا شَأْنك فَقال شَرّ كَانَ يرفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فقد حَبط عمله وَهُوَ من أهل النَّار فَأَتَى الرجل النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ أَنه قال كَذَا وَكَذَا فَقال مُوسَى فَرجع إِلَيْهِ الْمرة الْآخِرَة بِبِشَارَة عَظِيمَة فَقال: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ لست من أهل النَّار وَلَكِنَّك من أهل الْجنَّة» انتهى.
وَزَاد فِيهِ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قال أنس كُنَّا نرَاهُ يمشي بَين أظهرنَا وَنحن نعلم أَنه من أهل الْجنَّة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْيَمَامَة جَاءَ ثَابت بن قيس وَقد تحَنط وَلبس أَكْفَانه وَقال بئْسَمَا تعودُونَ أَقرانكُم ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل انتهى.
1227- الحديث الثامن:
قال عَلَيْهِ السلام: «وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع لما يقتل حَبطًا أَو يلم».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حديث عِيَاض بن عبد الله عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قال إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَامَ فَخَطب النَّاس فَقال: «لَا وَالله مَا أخْشَى عَلَيْكُم أَيهَا النَّاس إِلَّا مَا يخرج الله لكم من زهرَة الدُّنْيَا» فَقال رجل يَا رَسُول الله أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَصمت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ قال: «كَيفَ قلت» قال قلت أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ قال: «إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير أَو خير هُوَ أَن كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر أكلت حَتَّى امْتَلَأت خَاصرتهَا اسْتقْبلت الشَّمْس ثَلَطَتْ أَو بَالَتْ ثمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَت فَأكلت فَمن يَأْخُذ مَالا بِحقِّهِ يُبَارك لَهُ فِيهِ وَمن يَأْخُذ مَالا بِغَيْر حَقه فَمثله كَمثل الَّذِي يَأْكُل وَلَا يشْبع».
1228- الحديث التاسع:
رُوِيَ أَن وَفد تَمِيم أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقت الظّهْر وَهُوَ رَاقِد فَجعلُوا يُنَادُونَهُ يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَاسْتَيْقَظَ فَخرج وَنزلت وَلَو أَنهم صَبَرُوا حَتَّى تخرج إِلَيْهِم الْآيَة.
وَسُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال: «هم جُفَاة بني تَمِيم لَوْلَا أَنهم أَشد قتالا لِلْأَعْوَرِ الدَّجَّال لَدَعَوْت الله عَلَيْهِم أَن يُهْلِكهُمْ».
قلت:
الأول رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول والثعلبي فِي تَفْسِيره من حديث يعْلى بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن عمر بن الحكم عَن جَابر بن عبد الله قال جَاءَت بَنو تَمِيم فَدَخَلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من وَرَاء الحجرات أَن اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد فَأَذَى ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من صِيَاحهمْ فَخرج إِلَيْهِم فَقالوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا... الحديث بِطُولِهِ قال وَنزل القرآن فيهم {إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات} الْآيَة.
وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي آخر غَزْوَة تَبُوك عَن ابْن إِسْحَاق قال قدمت وُفُود الْعَرَب عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... إِلَى أَن قال وَلما قدم وَفد بني تَمِيم دخلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من وَرَاء الحجرات يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَأَذَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صِيَاحهمْ وَخرج إِلَيْهِم فَقالوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا فَأذن لَهُم فَقَامَ عُطَارِد بن حَاجِب فَخَطب وَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثَابت بن قيس أَن يجِيبه قال فَأَجَابَهُ ثَابت بِخطْبَة أفْصح مِنْهَا ثمَّ قَامَ شَاعِرهمْ الزبْرِقَان بن بدر فَذكر شعرًا فِي الْمُفَاخَرَة فَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثَابت أَن يجِيبه فَأَجَابَهُ ثمَّ عَاد فَذكر شعرًا فَأَجَابَهُ حَتَّى تكَرر ذَلِك مِنْهُمَا... بِطُولِهِ وَفِي آخِره وَنزل فيهم القرآن {إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات} الْآيَة مُخْتَصر.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قال قدم وَفد بني تَمِيم وهم سَبْعُونَ رجلا أَو ثَمَانُون رجلا مِنْهُم الزبْرِقَان بن بدر وَعُطَارِد بن حَاجِب وَقيس ابْن عَاصِم وَقيس بن الْحَارِث وَعَمْرو بن الْأَهْتَم الْمَدِينَة فَانْطَلق مَعَهم عُيَيْنَة ابْن حصن الْفَزارِيّ حَتَّى أَتَوا منزل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَنَادَوْهُ من وَرَاء الحجرات.
بِصَوْت جَاف يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَخرج إِلَيْهِم فَقالوا يَا مُحَمَّد إِن مَدْحنَا زين وَإِن شَتمنَا شين نَحن أكْرم الْعَرَب فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «كَذبْتُمْ بل مِدْحَة الله الزين وَشَتمه الشين وَأكْرم مِنْكُم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم» فَقالوا إِنَّا أَتَيْنَاك لِنُفَاخِرَك... فَذكره بِطُولِهِ وَفِي آخِره فَقال التَّمِيمِيُّونَ فَقالوا وَالله إِن خَطِيبه لأخطب من خَطِيبنَا وشاعره أشعر من شَاعِرنَا قال وَفِيهِمْ أنزل الله {إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات} الْآيَة انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب الْوُفُود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن الزُّهْرِيّ... فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه.
وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة ثَابت بن قيس وَقال فِيهِ أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقد أذن بِلَال لِلظهْرِ... فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي بالسند الْمَذْكُور.
وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله ابْن يُوسُف ثَنَا أَحْمد بن عِيسَى بن السكين الْبَلَدِي ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم الْحَرَّانِي ثَنَا يعْلى بن الْأَشْدَق ثَنَا سعيد بن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَن قول الله تعالى {إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات أَكْثَرهم لَا يعْقلُونَ} من هم قال: «هم جُفَاة بني تَمِيم» إِلَى آخِره.
وَلمُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زرْعَة قال قال أَبُو هُرَيْرَة لَا أَزَال أحب بني تَمِيم من ثَلَاث سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يَقول: «هم أَشد أمتي عَلَى الدَّجَّال».
1229- الحديث العاشر:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث الْوَلِيد بن عقبَة أَخا عُثْمَان لأمه وَهُوَ الَّذِي ولاه عُثْمَان الْكُوفَة بعد سعد بن أبي وَقاص فَصَلى بِالنَّاسِ صَلَاة الْفجْر أَرْبعا وَهُوَ سَكرَان فَقال هَل أَزِيدكُم فَعَزله عُثْمَان عَنْهُم وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مُصدقا إِلَى بني الْمُصْطَفَى وَكَانَت بَينهم وَبَينه إحْنَة فَلَمَّا شَارف دِيَارهمْ ركبُوا مُسْتَقْبلين لَهُ فحسبهم مُقَاتِلِيهِ فَرجع وَقال لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد ارْتَدُّوا وَمنعُوا الزَّكَاة فَوَرَدُوا وَقالوا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله فَاتَّهمهُمْ فَقال: «لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا هُوَ عِنْدِي كنفسي يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ» ثمَّ ضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
وَقيل بعث إِلَيْهِم خَالِد بن الْوَلِيد فَوَجَدَهُمْ منادين بِالصَّلَاةِ مُتَهَجِّدِينَ فَسَلمُوا إِلَيْهِ الصَّدقَات فَرجع.
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حديث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن ثَابت مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعث الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني المصطلق بعد الْوَقْعَة يَأْخُذ صدقَات أَمْوَالهم فَلَمَّا سمعُوا خرج إِلَيْهِ ركب مِنْهُم يَسْتَقْبِلُونَهُ فَظن أَنهم سَارُوا إِلَيْهِ لِيُقَاتِلُوا فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقال يَا رَسُول الله إِن بني المصطلق مَنَعُونِي صَدَقَاتهمْ وَلما سمعُوا بمرجعه أَقبلُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وصلوا وَرَاءه فِي الصُّفُوف فَلَمَّا فرغوا قالوا إِنَّا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله يَا رَسُول الله ذكر لنا أَنَّك أرْسلت لنا رجلا يصدق أَمْوَالنَا فَسُرِرْنَا بذلك وقرت أَعيننَا ثمَّ سمعنَا أَنه رَجَعَ فَخَشِينَا أَن يكون ذكره غَضبا من الله أَو من رَسُوله قالت فَمَا زَالُوا يعذرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى نزلت فيهم الْآيَة {يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} انْتَهَى للطبراني.
وَزَاد ابْن رَاهَوَيْه قال فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذّن لصَلَاة الْعَصْر فَصَلى الْمَكْتُوبَة ثمَّ دخل بَيْتِي فَصلي بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ لم يصلهمَا قبل وَلَا بعد قال فَبعثت إِلَيْهَا عَائِشَة مَا هَذِه الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتك فَقالت هَذِه سَجْدَتَانِ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر فَشَغلهُ بَنو المصطلق فَأنْزل الله {يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ} انتهى.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا مُحَمَّد بن سَابق ثَنَا عِيسَى ابْن دِينَار ثني أبي أَنه سمع الْحَارِث بن ضرار الْخُزَاعِيّ يَقول قدمت عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إِلَى الْإِسْلَام فَدخلت فِيهِ وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاة فَقلت يَا رَسُول الله أرجع إِلَى قومِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام وَأَدَاء الزَّكَاة وَترسل إِلَيّ رَسُولا لأَبَان كَذَا ليأتك مَا جمعت من الزَّكَاة فَلَمَّا بلغ الأبان الَّذِي بَينه وَبَين رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يَأْته الرَّسُول ظن أَنه حدث فِيهِ سخط من الله أَو من رَسُوله فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قومه وَأخْبرهمْ بذلك وَقال لَهُم انْطَلقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق وَبعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْوَلِيد بن عقبَة ليقْبض مَا عِنْده فَلَمَّا رَآهُمْ فرق وَرجع فَأَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال يَا رَسُول الله إِن الْحَارِث قال إِلَى من بَعثهمْ قالوا إِلَيْك فَلَمَّا دخل عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَنْت منعت الزَّكَاة وَأَرَدْت قتل رَسُولي» قال لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَأَيْته وَلَا رَآنِي وَلَكِن لما احْتبسَ رَسُولك خشيت أَن يكون سخطَة من الله وَرَسُوله فَنزلت {يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} الْآيَة انتهى.